أوسامة في بجاية

قرية أنهكتها الترقيعات العشوائية
منظر عام لقرية أوسامة






يؤكد سكان قرية أوسامة أن قربهم من عاصمة الولاية لم يفدهم في شيء؛ إذ يقولون إن المشاكل والنقائص التي يعانون منها لا يوجد مثلها حتى في القرى الجبلية الوعرة.
يتمثل أكبر مشكل يؤرّق جميع السكان في الغازات السامة التي تتصاعد من المفرغة العمومية بوليماط، متوجهة مباشرة صوب القرية. إلى درجة أن الدخان الأبيض لايكاد يختفي من سماء القرية. وهو ما يؤثر سلبا على صحة المواطنين من خلال انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية.
ويؤكد ممثلون عن جمعية الحي، أن الكثير من سكان القرية، خاصة النساء القابعات في المنازل، مصابون بداء الربو.
من جانب آخر، قال شباب القرية إن الحياة هنا أصبحت دون نكهة بسبب افتقارها لكل ما يمكن أن يدخل في نفوسهم الحيوية والنشاط، حيث تنعدم كل المرافق الضرورية من دار للشباب أو قاعة للأنترنت أو حتى ملعب جواري. أما أحد الشبان فقد قال لنا إنه تخرّج من الجامعة منذ أكثر من سنة ومسجل لدى مصالح ما قبل التشغيل، ولا يزال ينتظر دوره لافتكاك منصب شغل أيا كان. وقال محدثنا إنه يقضي أغلب وقته في التردد بين مقاهي القرية أو الجلوس على قارعة الطريق.
مشاكل القرية لا تتوقف عند البيئة، بل تمتد إلى قطاعات أخرى أبرزها مشكل النقل؛ حيث يجد سكان أوسامة صعوبات كبيرة للتنقل إلى مدينة بجاية أو نحو المناطق الأخرى، بسبب قلة وسائل النقل. وبالنسبة لقطاع الصحة، فإن قاعة العلاج وإن كانت مفتوحة منذ سنوات، فإن الممرضين المتناوبين عليها يكتفون بتقديم العلاج الأولي، في ظل عدم تواجد الطبيب الذي نادرا ما يحضر، حسب المواطنين الذين التقيناهم عند مدخل القاعة.
كما اشتكى المواطنون من وضعية الطرقات التي تخضع للترقيعات بدل إعادة تعبيدها كلية، حيث يضطر الكثير منهم إلى الاستعانة بالأكياس البلاستيكية للوصول إلى بيوتهم، خاصة في أوقات سقوط الأمطار الغزيرة.